قال الله تعالى “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب” صدق الله العظيم هذة القصة الواقعية خير دليل على معنى تلك الآية الكريمة لنتعرف على تفاصيل يرويها لنا صاحب القصة وهى كالآتى:
بالأمس أثناء أدائنا لصلاة العشاء بإحدى المساجد ،تعرضت سيارتي لمحاولة السرقة من طرف أحد الأشخاص لكنه لم ينجح في ذلك بعد تدخل أحد الأخوة الذي كان هو الاخر متوجها إلى المسجد للصلاة.
إلى هنا تبدو الأمور عادية.
الشيء الغير العادي، هو أنني عندما توجهت إلى مدينة سلوان البعيدة عن مدينة الناظور ب14 كلم هذا الصباح لإصلاح ما أفسده اللص ومباشرة بعد وقوفي في الحي الصناعي هرول إلي شاب في الثلاثين من عقده وطلب مني بإلحاح أن يتكلف بالمهمة، سألته أولا عن الثمن فأجابني بسرعة أنه الثمن سيرضيني المهم أن يتكلف هو بالإصلاح فترددت قليلا ثم قبلت لأني أحسست أن هناك شيء غير عادي عند هذا الشاب.
وقبل أن يبدأ عملية الإصلاح طلب مني 300 درهم وطلب مني مرافقته إلى إحدى الأزقة القريب منه. فدخلنا الزنقة فإذا بمجموعة من الناس مجموعين أمام منزل صغير جدا، ونقاش ساخن بينهم يحاولون إقناع شاب .فسألت الشاب المعلم عن ما يجري وما علاقتي أنا بالموضوع فقال لي:
إن الشاب الذي يحاولون إقناعه هو أحد أبناء الأثرياء بالمدينة وأن هذا المنزل الصغير في ملكهم تكتريه أرملة تعمل في بيوت الناس لم تأدي واجب الكراء هذا الشهر (300 درهم ) وهددها برمي جميع أثاثها وإخراجها بالقوة مع أنها كانت دائما ملتزمة بالأداء لولا المرض الذي أصاب أبنها مؤخرا أثقل كاهلها.
قام المعلم بتسليم مبلغ 300 درهم الذي أخده مني وسلمه للشاب صاحب المنزل وأفترق الجمع، وشكرت تلك المرأة صنيع هذا الشاب المعلم ثم رجعنا لإصلاح السيارة.
ولما بدأ العمل سألته عن علاقته بتلك المرأة فأجابني: لا علاقة لي بها، إلا أنني أسمع عنها أنها متعففة وعصامية فتمنيت أن أساعدها وليس لدي أي الدرهم حتى جئت أنت وعندما قبلت عرضي قررت أن امنحها أجرة هذا العمل لوجه الله. هذا كل ما في الامر.
فسكت طويلا أفكر كيف دبر الله أمر هذه المرأة بمدينة سلوان عن طريق لص بمدينة الناظور
“ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب”.
شكرا أيها اللص وأشهد الله أنني سامحتك في الدنيا والآخرة.