خازوق روزفلت
برج القاهرة مبنى جريدة الأهرام سيما علي بابا كنيسة سانت تريز تفتكر إيه اللي ممكن يجمع كل الحاجات دي مع بعض؟
كنيسة سانت كاترين مدرسة القللي الخيرية
صح، برافو عليك، مصممهم ومهندسهم شخص واحد، هو اللي اسمه مكتوب في العنوان: نعوم شبيب، اللي كان بنى أول ناطحة سحاب مصرية، ولما نقول ناطحة سحاب، فـ إحنا بـ نتكلم عن مبنى يزيد عدد أدواره عن ٢٠ دور.
خلينا في برج القاهرة، اللي قال نعوم شبيب في حفل افتتاحه : «أقدم لكم هذا المبنى لكي نعتز به، فهو عربي في تصميمه، عربي في إنشائه، عربي في كل مرحلة من مراحله»
القومية العربية
وقتها كانت فكرة «عربي» بديل عن كلمة مصري، كلمة مصري مكنتش بـ تستخدم خالص، وهـ أقول لك على حاجة رسخها التلفزيون في عقول المصريين، إحنا بـ نقول «فيلم عربي» بـ معنى مصري، لـ إنه لو فيه فيلم مثلا، بـ نقول عليه فيلم تونسي مش فيلم عربي.
تونسي بس برج القاهرة مش عربي، مفيهوش حاجة «عربية»، بـ العكس، قاعدته من جرانيت أسوان اللي ياما اتبنى بيها معابد، وقمته تصميم على شكل زهرة اللوتس، الزهرة المصرية العريقة، فـ هو مصري مصري مصري. المثير هنا هو قصة بنا البرج، وتكلفة إنشاؤه، اللي يفخر بيها أي محب لـ جمال عبد الناصر، وده حقهم الصراحة، فـ خلينا نحكي الحكاية:
وقتها مكنش لسه فيه عداء واضح بين يوليو والولايات المتحدة الأمريكية، وكان رئيس أمريكا هو روزفلت، اللي يحب «يدوق» رجال الحكم الصاعدين في مصر ، في قابل حسن التهامي، اللي كان مستشار رئيس الجمهورية المصرية، واداله ستة مليون جنيه في شنطة يوصلها لـ عبد الناصر، تحت بند المساعدة الرؤساء الأصدقاء».
فكرة إنه بعتهم في شنطة معناها إن فيه إمكانية المبلغ يدخل خزينة الدولة خمسة مليون، أو أربعة، أو ما يدخلش خالص، ويبقى ده مقابل تبعية الموقف المصري في المنطقة لـ الموقف الأمريكي، خصوصا في القضايا الإقليمية زي موقف مصر المساند لـ الجزائر مثلا.
شوكة ولا خازوق
عبد الناصر كان ذكي ونزيه في الموقف ده، لـ إنه وجه بـ استغلال الملايين الستة في أطول «لا» في التاريخ، قرر يبني برج على هيئة خازوق، وإنه حتى ما يستغلش الفلوس في البنية التحتية المصرية، وبـ كده يفضل البرج طول الوقت شاهد على إننا رفضنا العرض الأمريكاني.
المخابرات طبعا هي اللي تولت عملية البنا، وادوا تكليفها لـ ظابط اسمه يسري الجزار، بعد تحديد مكان البرج في منطقة الجزيرة جنب قصر النبيل عباس حليم، ومكنش نعوم شبيب مرشح خالص لـ الموضوع ده، كان المفروض مهندسين تانيين بس علقوا بـ إن التربة بتاعة المنطقة ما تستحملش مبنى عالي كده.
يسري الجزار كان ماشي وقتها في باب اللوق، فـ شاف عمارة عالية بـ تنبني هناك، فـ قال: الله، ما هي الأبراج أهي طالعة في المنطقة، فـ سأل عن اسم المهندس اللي بنى البرج ده، فـ عرف نعوم شبيب، وراح مكتبه فورا، وشرح له هو عايز إيه، فـ تولى نعوم تنفيذ البرج.
الأمريكان سموا البرج ده «شوكة عبد الناصر»، فـي المصريين سموه خازوق روزفلت».
بس اللي يضايق في موضوع البرج هو تجاهل المهندس والمؤسس ليه، لـ درجة إنه محدش تقريبا يعرف اسمه، المحزن أكثر إنه بعد بناء البرج بـ كام سنة، المهندس نعوم قرر يهاجر مصر وياخد ولاده ويروح كندا ويموت هناك، ومحدش حتى افتكر اسمه بـ أي طريقة .