المرارة
بـ ذمتك ودينك، وأنا راضي ذمتك ودينك يا أخي القارئ الكريم، لو فيه أي بلد في العالم، عندها مكان زي اللي هـ أحكي لك عنه دلوقتي، كان ممكن تكسب من وراه كام، وإحنا بـ نكسب كام، أو يمكن بـ نخسر كام. نشوف الأول وبعدين نحكم :
أيام الخديوي إسماعيل، كان أفندينا بـ يروح يصطاد في الصحرا، في جه اختار حتة بتاعة 40 فدان كده، يعملها استراحة من رحلات الصيد، وب المرة يعمل فيها اللقاءات، ما هي الأرض كلها كانت بتاعته، يتصرف فيها زي ما هو عايز الاستراحة دي بناها سنة 1869، في نفس سنة افتتاح قناة السويس .
بعدها الخديوي رستا المكان، وظبطه ووسعه تاني، وظبط شارع الهرم اللي بـ يودي عليه، وزرع فيه حاجات، وخلاه واحة في قلب الصحرا، بس حضرتك عارف إن الدنيا مش بـ تمشي على كيف النفر مننا، والحياة قلابة، لا بـ تخلي الراكب راكب، ولا بـ تسيب الماشي ماشي.
الدنيا قلابة يابرنس
غرق أخونا إسماعيل في الديون، فـ راح ابنه قرر سنة 1883 . يبيع القصر اللي اتبنى، بـ الواحة اللي نشأت حواليه (فيه ناس بـ تبيع جزر، مش هـ يبيعوا قصر؟) وباعه فعلا لـ راجل إنجليزي ومراته كانوا جايين يقضوا شهر العسل، في العريس كان عايز يبهر العروسة بتاعته، فـ اشترى لها عزبة تطل على الأهرامات شخصيا، فيه حاجة زي كده في العالم؟
الراجل والست ولاد المحظوظة دول اسمهم فريدريك وجيسي، وهم اللي سموا القصر ده بـ الاسم اللي هـ تعرفه بيه طول عمره «مینا هاوس»، وسبحان الله يا أخي الإنجليز لما حبوا يختاروا ل المينا» على اسم مينا موحد القطرين، دلوقتي مش فاهم إيه العلاقة يعني؟
بعد سنتين قدمت الولية جيسي مع الراجل فريدريك، والانبهار راح، وتلاقيهم خلفوا لهم حتة عيل، وهو طلع له كرش، وهي بقت ريحتها بصل (مش قعدوا في مصر ؟) فراحوا بايعين البيت لـ جوز إنجليز تانيين، سنة 1885، والجوز الجديد كانوا فاهمين اللي فيها، لـ إنهم ما اشتر وهوش لـ الاستخدام الشخصي، وإنما عملوه فندق، بس حافظوا على الاسم، وافتتحوه لـ الجمهور في السنة اللي بعدها 1886.
لما قامت الحرب العالمية الأولى، حط إيدهم عليه القوات الأسترالية والنيوزلندية، كانوا بـ يستخدموه في أغراض الحرب، وأواخر الحرب خلوه مستشفى رسمي، وبعدها عدت فترة كده سقطت من تاريخ الفندق، لـ حد ما جات الحرب العالمية الثانية، وكان لازم تشرشل يتقابل مع روزفلت، مع الراجل بتاع الصين اللي مش عارف أقول ولا أكتب اسمه، في اجتماع شهير، معروف بـ اسم اجتماع القاهرة، واتقابلوا في المينا هاوس، كل ده وملكية الفندق تابعة لـ الراجل الإنجليزي ومراته، اللي باعوه قبل يوليو لـ شركة مصر لـ الفنادق، اللي اشترت أكثر من فندق، لـ حد ما قامت يوليو، في طبعا الفندق أمم، وفضل طول فترة ناصر ملك لـ الدولة،
الى حد ما جه السادات.
يعمل إيه السادات؟ اللي باعه طبعا لـ شركة هندية، هي ا مالكاه لـ حد دلوقتي، ولـ إن السادات زي ما إنت راسي، لما حب يعمل مؤتمر تحضيري لـ كامب ديفيد، راح عمله في المينا هاوس، لـ أغراض دعائية طبعا. بص، أنا مش هـ أطول عليك، بس دور كده في جوجل على أسماء نزلاء
اااه يا مرارتي!
فندق مينا هاوس في التاريخ، وإنت تتخض، والمصحف تتخض، أباطرة ملوك رؤساء مسئولين فنانين نجوم من كل صنف ولون، ولا أقول لك، شوف الأفلام العربية والأجنبية اللي اتصورت فيه. بعد ما تشوف ابقى تعالى قول لي حاسس بـ إيه.