نفيسة البيضا ام المماليك حواديت مصر من تالت
مش بس شجرة الدر اللي كانت ست قوية، وعاشت حياة حافلة عنيفة، و حکمت و علیت وانهارت، وسيرتها تنفع مسلسل، فيه ستات كتير شافتهم مصر كده، بـ تعجبني منهم سيرة ولية قادرة اسمها نفيسة البيضا، اللي مش عارف از اي كتاب الدراما غافلين عنها.
محدش يعرف بـ الظبط الست دي جات منين، بس هي مش من مصر، ولما جات دخلت جواري علي بك الكبير المملوك الشهير، وكانت على درجة عالية من الثقافة واللباقة لـ درجة إنها اتعلمت اللغة العربية وكانت شاطرة في أمور الأدب وخلافه، فـ راح علي بك الكبير أعتقها، واتجوزها، وبنى لها بيت من بابه، بـ يطل على بركة الأزبكية في درب عبد الحق .
ناس مش سالكة
وهي على ذمة علي بك الكبير، حبها مملوك ثاني اسمه مراد بك، اللي قاريين في الفترة دي يعرفوه كويس، بس مش باين من سيرتها هل كانت بـ تخون جوزها معاه ولا لا، على أي حال الأمر ما طولش كتير، لـ إن مرادبك تحالف مع مملوك منافس لـ علي بك الكبير، اسمه محمد بك أبو الدهب،
وقرروا إن مراد بك يقتل علي بك الكبير. مراد اشترط علشان ينفذ المطلوب ده إنه يتجوز نفيسة البيضا بعد ما يموت علي بك الكبير، وده اللي حصل فعلا، وأنا تقديري إنها ما حبتش حد، هي كانت طول الوقت حريصة على حياتها هي ومكانتها في المجتمع، ف لما مات علي بك الكبير، قالت إن الحي أبقى من الميت، واتجوزت قاتل جوزها.
كونت هي من الجوازتين ثروة عظيمة، واشتغلت في التجارة لـ وحدها ويقى لها أملاك، وعاشت في ضل مراد بك، لكن ده ما منعهاش من إنها تنتقده لما يغلط، وعلنا، وكـ العادة الموقف ده مش هـ يطول كتير، وهـ تيجي الحملة الفرنسية، فـ مراد بك يهرب لـ الصعيد.
الحية في جسم واحدة ست
ما راحتش نفيسة البيضا مع جوزها، على العكس تماما، كان عندها علاقات جيدة بـ الفرنسيين، وعلى راسهم نابليون شخصيا، اللي اداها ساعة ألماظ هدية، ولما الفرنسيين فرضوا فدية على أصحاب الأملاك مقابل الاحتفاظ بـ أملاكهم، دفعت هي فديتها الساعة دي، فـ رجعت لـ نابليون، اداها لـ عشيقته، وفضل نابليون حريص على حسن علاقته بـ نفيسة حتى بعد ما رجع أوروبا.
فضلت هي على ذمة مراد بك، وفاصلة نفسها عنه من حيث المادة والمعاملات التجارية والسياسية، وهو علاقته بالفرنسيين راحت وجات لـ حد ما ادوله الصعيد يحكمه بـ اسمهم، ومات هناك بـ الطاعون، واندفن في سوهاج نفس السنة اللي خرجت فيها الحملة الفرنسية من مصر. ده كان معناه إن نفيسة فقدت الفرنسيين اللي كانوا حاميينها، وفقدت
الزوج اللي هي على ذمته، في مجتمع لازم الست يبقى لها راجل، ولو شكليا، فـ هي على طول لقيت البدايل، في مكان الفرنسيين ربطت نفسها بـ البريطانيين، وكانت علاقتها بيهم كويس، واتجوزت واحد اسمه إسماعيل بك المحتسب الأول في مصر.
ام المماليك
في الفترة دي، كانت هي المحافظة الأولى على أوضاع الماليك وأسرهم، وكان كثير من أسرهم في حمايتها، وبـ تصرف عليهم، فـ سموها «أم الماليك»، لكن الحفاظ على كل حاجة طول الوقت كان مستحيل.
لما جه خورشید حكم مصر، اضطهدها واعتقلها في بيت السحيمي، وبعده محمد علي جردها من كل أملاكها، أما إسماعيل بك، جوزها، في اتقتل في حرب وخلافات بين الماليك، وقضت أواخر حياتها، عجوزة، فقيرة، وكانت الناس بطلت تتابع أخبارها، لـ درجة إنهم نسيوها، لـ إنه زي ما قال الأبنودي: الدنيا ماشية وشعبنا نساي ل الأسف