مقال اليوم لكتاب فريد من نوعه ذو طابع اجتماعي وهو كتاب صاحب الظل الطويل للكاتب جين ويبستر بصيغة pdf مجانا.
عنوان الكتاب:
صاحب الظل الطويل
اسم الكاتب:
جين ويبستر
نوعية الكتاب:
رواية أمريكية
عدد صفحات الكتاب:
235 صفحة
لغة الكتاب:
صدر باللغة الإنجليزية وترجم إلى العديد من اللغات كالفرنسية، الإسبانية، العربية، الروسية، والصينية.
نبذة عن الكتاب:
تعد رواية صاحب الظل الطويل واحدة من روائع الأدب العالمي والأمريكي خصوصاً، بما حملته من تصوير دقيق لحياة أيتام الملاجئ، وتفاصيل تمس الحياة الاجتماعية الأميركية وقيمها في الفترة التي شملتها أحداث الرواية، وأسلوبها السلس المحبب الذي تتعامل الكاتبة من خلاله مع شخصياتها وتطورات القصة، الأمر الذي فتح الأنظار نحو مجتمع الملاجئ في الولايات المتحدة، وجذب الكثير من حالات الدعم والرعاية لها.
موضوع الكتاب:
تسرد الكاتبة المبدعة أحداث روايتها ( كتاب صاحب الظل الطويل ) بشكل رسائل تكتبها بطلة الرواية، اليتيمة التي نشأت في أحد دور الأيتام المهملة، وتلقت منحة دراسية لتكمل تعليمها وتخصصها في مجال الكتابة والأدب من قبل أحد رعاة الدار، وتقوم بإرسال الرسائل إلى هذا الراعي المجهول صاحب الظل الطويل، وتخبره عبرها بتفاصيل الحياة الدراسية الجديدة إضافة إلى مقتطفات من أحداث تتعلق بدار الأيتام.
مقدمة الكتاب:
الأربعاء الكئيب كان الأربعاء الأول من كل شهر يوماً بغيضا جداً، يوماً ينتظر بوجل ويحتمل بشجاعة وينسى بسرعة، ويجب أن تكون الأرضيات كلها لامعة، والكراسي جميعها منفوضة الغبار وكل الفرش بلا تجاعيد. ويجب أن يدعك سبع وتسعون يتيما صغيراً مشاغبا، وتمشط شعورهم وتزرر قمصانهم ذات القماش القطني المخطط المنشى، ويذكر السبعة والتسعون كلهم باللياقة، وأن يقولوا نعم يا سيدي، لا يا سيدي، كلما تحدث إليهم أحد من الأوصياء.
لقد كان وقتاً عصيبا، وتعين على جيروشا آبوت- لأنها أكبر الأيتام- أن تحمل على عاتقها عبء معظم هذا اليوم.
لكن هذا الأربعاء انقضى مثل سابقيه، وهربت جيروشا من غرفة المؤن حيث كانت تعد الشطائر لضيوف الميتم، وصعدت إلى الأعلى لمتابعة مهامها المعتادة.
كانت تتولى العناية بالغرف، حيث يشغل أحد عشر طفلاً صغيراً- بين الرابعة والسابعة- أحد عشر سريرا مرتبا في صف واحد.
جمعت جيروشا الصغار وعدلت ثيابهم المجعدة ومسحت أنوفهم، وأخذتهم في طابور منظم ومطيع إلى غرفة الطعام ليشغلوا أنفسهم خلال نصف ساعة مباركة بتناول الخبز والحليب وحلوى البرقوق.
ثم انهارت على مقعد قرب النافذة تريح صدغيها النابضين على الزجاج البارد، لقد كانت تقف على قدميها منذ الساعة الخامسة ذاك النهار، وتنفذ أوامر الجميع بتوبيخ واستعجال من المشرفة النزقة.
لم تكن الآنسة ليبيت، خلف الكواليس، تحافظ على الوقار الهادئ والمغرور الذي تقابل به جمهور الأوصياء والسيدات الزائرات. كانت جيروشا تحدق خارج النافذة في المدى الواسع للمرج المتجمد، خلف السياج الحديدي العالي الذي كان يرسم حدود الميتم، من أسفل سلسلة جبال متموجة، تناثرت عليها منازل ريفية، حتى أعشاب القرية التي ترتفع وسط الأشجار العارية.
انتهى اليوم بنجاح، حسب علمها، قام الزوار و الأوصياء بجولتهم المعتادة، وقرؤوا تقاريرهم وشربوا شايهم، وكانوا الآن يسرعون عائدين إلى منازلهم ومدافئهم المبهجة، لينسوا مسؤولياتهم الصغيرة المزعجة شهراً أخر.
مالت جيروشا إلى الأمام تراقب بفضول وبمسحة من الأسى عربات الخيل والسيارات التي دارت عجلاتها للخروج من الميتم. في خيالها تبعت فريقاً ثم آخر إلى المنازل المتناثرة على طول سفح التل. تصورت نفسها ترتدي معطف فراء وقبعة مزينة بالريش وهي تميل إلى الوراء مهمهمة للسائق “إلى البيت” ، لكن الصورة أصبحت ضبابية عندما وصلت إلى عتبة البيت.
رأت جيروشا خيالا -كانت الآنسة ليبيت حذرتها من أن خيالها سيوقعها في المشكلات- لكن خيالا وقادا كهذا لم يكن ليوصلها أبعد من عتبات المنازل التي ستدخلها. جيروشا الصغيرة المسكينة المتلهفة والمغامرة، بكل أعوامها السبعة عشر، لم تطأ قدمها منزلاً حقيقياً، ولم تستطع أبداً تخيل روتين الحياة اليومي لأولئك السكان بعيداً عن إزعاج الأيتام.
جيرو شا أبوت
إنك مطلوبة
في المكتب، وأظن أنه يجب عليكي أن تسرعي
صعد تومي ديلون الدرج وانضم الى الجوقة، وأخذ غناؤه يعلو وهو يقترب من الغرف، انتزعت جيروشا نفسها وعادت لتواجه المشاكل من جديد.
“من الذي يطلبني؟” قاطعت غناء توم وسألته بقلق.
الآنسة ليبيت، وأظنها غاضبة.